الدرعية- رمز الوحدة والتضحية، من الماضي إلى مستقبل مشرق
المؤلف: أحمد الجميعة11.16.2025

تتجلى أهمية الدرعية في عمق التاريخ والحضارة السعودية الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، إذ لم تكن مجرد جزء من الجغرافيا التي احتضنت الدولة السعودية الأولى في ربوع الجزيرة العربية، بل شكّلت كياناً اجتماعياً متماسكاً بقيمه الرفيعة، وتراثه العريق، وأصالته المتأصلة. لقد أصبحت الدرعية "الرمز الوطني" لأبنائها في كل أرجاء الوطن، وهويتهم التي يفخرون بها، ويدافعون عنها ببسالة، ويضحون من أجلها بكل غالٍ ونفيس. إن الدرعية هي "اللبنة الأولى" لقيم المواطنة الصادقة التي تعلمنا أسمى معاني التضحية من أجل الوطن، والذود عن حياضه، والصمود في وجه التحديات الجسام.
يحكي لنا التاريخ قصة القائد البحري الفذ في الدولة السعودية الأولى، أرحمه بن جابر الجلهمي، الذي وصفه المقيم الإنجليزي في منطقة بوشهر عام 1816م بأنه "إذا لم يتم إيقافه عند حده، فسوف يسيطر على الخليج بلا شك". لقد سطّر هذا البطل أروع الأمثلة في التضحية والفداء في مواجهة الأعداء والدفاع عن الدرعية وهو في أقصى الشرق. وعندما أحسّ بدنو الأجل بعد أن أظهر شجاعة فائقة، احتضن ابنه وأشعل النار في صناديق البارود الموجودة في سفينته "غطروشة"، فاستشهد هو وابنه في سبيل الله والوطن، رافضاً الاستسلام أو الخضوع للعدو.
كما يذكر التاريخ بكل فخر واعتزاز، بطولة القائد مسعود بن مضيان الذي تصدى للجيوش العثمانية الغازية ببسالة منقطعة النظير دفاعاً عن المدينة المنورة، وقاتل بشراسة لمنع تقدمهم نحو الدرعية، ممّا أدى إلى نفيه إلى إسطنبول حيث أُعدم هناك عام 1812م. وفي جنوب الدولة السعودية الأولى، بزغ نجم البطل التاريخي بخروش الزهراني الذي واجه الأعداء ببسالة في الحجاز وعسير، وكبّدهم خسائر فادحة، ودافع عن أرضه وعاصمته الدرعية وهو في أقصى الجنوب. وبعد أسره، تمكن من الهرب وقتل عدداً من الحراس والجنود، لكنه قُبض عليه مرة أخرى. وعندما سُئل عن سبب قتله للجنود، أجاب بعزة وكرامة السعودي الأصيل: "حينما لا أكون مقيداً، سأتصرف حسبما أريد". لتنتهي حياة هذا البطل الشجاع باستشهاده وتمزيق جسده الطاهر.
ولا ننسى قصة غالية البقمية التي دافعت عن الدرعية وهي في تربة الواقعة بين الحجاز ونجد، ووهبت أملاكها وثرواتها للتصدي للقوات العثمانية المعتدية، وقاتلت بنفسها بشجاعة للدفاع عن أرضها وأهلها. وكذلك الشاعرة موضي الدهلاوي التي أشعلت بشعرها الحماسي نار العزيمة في قلوب المقاتلين عندما حاصر العثمانيون الرس، وأنشدت قصيدتها الشهيرة:
عند سوره نخلي كالمطيره
لي تحالى الردي حلو المنام
في يدينا السيوف اللي شطيره
تنزع الروس وتقص العظام
والفرنجي سريعات الذخيرة
تلفضه مثل سيقان النعام
هذه القصص البطولية والمواقف الشجاعة التي يرويها لنا التاريخ، لا تزال تلهمنا في حاضرنا ومستقبلنا، وتعمق شعورنا بالهوية الوطنية والانتماء الخالص للوطن. فما أشبه اليوم بالأمس، حيث تواصل الدرعية اليوم مسيرتها المظفرة من خلال مبادرات وبرامج تجسد استمراراً للاعتزاز بتلك التضحيات البطولية، ورحلة التوحيد المباركة على مرّ السنين. إضافة إلى ذلك، تشهد المنطقة نهضة شاملة ليست فقط في مجال البناء والتطور العمراني، بل أيضاً في الحفاظ على الإرث التاريخي العريق، والعمق الثقافي الأصيل، لتبقى "الدرعية.. من هالأرض" رمزاً شامخاً للوحدة الوطنية.
إن الدرعية ليست مجرد ذكرى من الماضي، بل هي حاضر نابض بالحياة ومستقبل مشرق. فهي تواصل تقديم نفسها للعالم كوجهة تاريخية وحضارية بارزة تساهم بفاعلية في تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030، مع الحفاظ على روحها الأصيلة التي بناها الأجداد بتضحياتهم الغالية. فما نشهده اليوم هو استكمال لتلك القصص الخالدة التي تحدث عنها التاريخ، ولكن بأبعاد جديدة تعكس تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، ليبقى التاريخ الذي بدأ قبل أكثر من 300 عام حاضراً بقوة في كل تفاصيل النهضة المباركة التي تشهدها الدرعية اليوم.
يحكي لنا التاريخ قصة القائد البحري الفذ في الدولة السعودية الأولى، أرحمه بن جابر الجلهمي، الذي وصفه المقيم الإنجليزي في منطقة بوشهر عام 1816م بأنه "إذا لم يتم إيقافه عند حده، فسوف يسيطر على الخليج بلا شك". لقد سطّر هذا البطل أروع الأمثلة في التضحية والفداء في مواجهة الأعداء والدفاع عن الدرعية وهو في أقصى الشرق. وعندما أحسّ بدنو الأجل بعد أن أظهر شجاعة فائقة، احتضن ابنه وأشعل النار في صناديق البارود الموجودة في سفينته "غطروشة"، فاستشهد هو وابنه في سبيل الله والوطن، رافضاً الاستسلام أو الخضوع للعدو.
كما يذكر التاريخ بكل فخر واعتزاز، بطولة القائد مسعود بن مضيان الذي تصدى للجيوش العثمانية الغازية ببسالة منقطعة النظير دفاعاً عن المدينة المنورة، وقاتل بشراسة لمنع تقدمهم نحو الدرعية، ممّا أدى إلى نفيه إلى إسطنبول حيث أُعدم هناك عام 1812م. وفي جنوب الدولة السعودية الأولى، بزغ نجم البطل التاريخي بخروش الزهراني الذي واجه الأعداء ببسالة في الحجاز وعسير، وكبّدهم خسائر فادحة، ودافع عن أرضه وعاصمته الدرعية وهو في أقصى الجنوب. وبعد أسره، تمكن من الهرب وقتل عدداً من الحراس والجنود، لكنه قُبض عليه مرة أخرى. وعندما سُئل عن سبب قتله للجنود، أجاب بعزة وكرامة السعودي الأصيل: "حينما لا أكون مقيداً، سأتصرف حسبما أريد". لتنتهي حياة هذا البطل الشجاع باستشهاده وتمزيق جسده الطاهر.
ولا ننسى قصة غالية البقمية التي دافعت عن الدرعية وهي في تربة الواقعة بين الحجاز ونجد، ووهبت أملاكها وثرواتها للتصدي للقوات العثمانية المعتدية، وقاتلت بنفسها بشجاعة للدفاع عن أرضها وأهلها. وكذلك الشاعرة موضي الدهلاوي التي أشعلت بشعرها الحماسي نار العزيمة في قلوب المقاتلين عندما حاصر العثمانيون الرس، وأنشدت قصيدتها الشهيرة:
عند سوره نخلي كالمطيره
لي تحالى الردي حلو المنام
في يدينا السيوف اللي شطيره
تنزع الروس وتقص العظام
والفرنجي سريعات الذخيرة
تلفضه مثل سيقان النعام
هذه القصص البطولية والمواقف الشجاعة التي يرويها لنا التاريخ، لا تزال تلهمنا في حاضرنا ومستقبلنا، وتعمق شعورنا بالهوية الوطنية والانتماء الخالص للوطن. فما أشبه اليوم بالأمس، حيث تواصل الدرعية اليوم مسيرتها المظفرة من خلال مبادرات وبرامج تجسد استمراراً للاعتزاز بتلك التضحيات البطولية، ورحلة التوحيد المباركة على مرّ السنين. إضافة إلى ذلك، تشهد المنطقة نهضة شاملة ليست فقط في مجال البناء والتطور العمراني، بل أيضاً في الحفاظ على الإرث التاريخي العريق، والعمق الثقافي الأصيل، لتبقى "الدرعية.. من هالأرض" رمزاً شامخاً للوحدة الوطنية.
إن الدرعية ليست مجرد ذكرى من الماضي، بل هي حاضر نابض بالحياة ومستقبل مشرق. فهي تواصل تقديم نفسها للعالم كوجهة تاريخية وحضارية بارزة تساهم بفاعلية في تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030، مع الحفاظ على روحها الأصيلة التي بناها الأجداد بتضحياتهم الغالية. فما نشهده اليوم هو استكمال لتلك القصص الخالدة التي تحدث عنها التاريخ، ولكن بأبعاد جديدة تعكس تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، ليبقى التاريخ الذي بدأ قبل أكثر من 300 عام حاضراً بقوة في كل تفاصيل النهضة المباركة التي تشهدها الدرعية اليوم.
